25 January 2012

ابن تيمية و منهجه في التوحيد رسالة تقدمت بها معالم سالم يونس عبد الله المشهداني


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه الكرام ومن تبعه وسار على خطاه إلى يوم الدين
أما بعد : -
فأن التوحيد هو ما بعث الله تعالى به رسله الكرام أجمعين ، قال تعالى :
{ !$tBur $uZù=yör& `ÏB šÎ=ö6s% `ÏB @Aqߧ žwÎ) ûÓÇrqçR Ïmøs9Î) ¼çm¯Rr& Iw tm»s9Î) HwÎ) O$tRr& Èbrßç7ôã$$sù } ( [1] ) وعليه مدار كتاب الله عز وجل ، وهو ما جاءت به السنة المطهرة ، وبينته السيرة المباركة لرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام وأتم التسليم ، قال عليه الصلاة والسلام : " من كان اخر كلامه لا اله إلا الله دخل الجنة " ( [2] ) وقال : " أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا اله إلا الله " ( [3] ) فهذا التوحيد هو مدار الدين ، وهو سبب قيام سوق الجنة والنار ، وافتراق الناس بين شقي وسعيد ، وهو سبب الفوز في الدارين والنجاة من النار ودخول الجنة ، وقد قام علماؤنا الإجلاء بواجبات فهمه ودراسته ، وتنقيته مما قد يعلق به من أفهام خاطئة لدلالاته ومقاصد هذا التوحيد ، ومعلوم أن علم التوحيد من أهم العلوم وأشرفها وأنبلها ؛لان شرف العلم يتبع شرف المعلوم ، وهو الله سبحانه وتعالى وصفاته ، وليس أعظم ولا اشرف من معرفته تعالى وعبادته وتوحيده وأداء واجباتنا المستحقة له ، وهذا هو الإسلام الذي شهد الله تعالى وأنبياؤه وملائكته ، به فقال عز من قائل : { yÎgx© ª!$# ¼çm¯Rr& Iw tm»s9Î) žwÎ) uqèd èps3Í´¯»n=yJø9$#ur (#qä9'ré&ur ÉOù=Ïèø9$# $JJͬ!$s% ÅÝó¡É)ø9$$Î/ 4 Iw tm»s9Î) žwÎ) uqèd âƒÍyêø9$# ÞOŠÅ6yÛø9$# } ( [4] )
وشيخ الإسلام ابن تيمية من علماء الإسلام الذين تميزوا بأن درسوا هذا العلم ، وخدموه بأعمارهم وطاقاتهم ، فجزاه الله خير الجزاء ، لذا رأيت أن يكون موضوع دراستي
( ابن تيمية ومنهجه في الوحدانية ) وقد اقتضت طبيعة البحث أن نقسمه ومن الله التوفيق إلى أربعة فصول : الفصل الأول هو في حياة ابن تيمية رحمه الله تعالى ، نستعرض فيه سيرة ابن تيمية وأهم محطاتها ، في المبحث الأول ضمنها ثلاثة مطالب : الأول اسمه ونسبه ، الثاني سبب تسميته ، الثالث كنيته وولادته ، أما المبحث الثاني فتضمن أربعة مطالب : الأول أشهر شيوخه ، الثاني : مؤلفاته والثالث ، : أشهر تلاميذه والرابع : أثاره العلمية وطلبه
للعلم ، المبحث الثالث تضمن أربعة مطالب أيضا : الأول صفاته وأخلاقه ، الثاني : جهاده وشجاعته ، والثالث : رأي العلماء به ومكانته بينهم ، والرابع : محنته ووفاته .
أما الفصل الثاني ففي توحيد الربوبية ، ومهدنا له ثم ضمناه أربعة مباحث : الأول : في مطلبين : الأول : توحيد الربوبية في اللغة ، الثاني : توحيد الربوبية في الاصطلاح ، والثاني في مطلبين : الأول : في الأدلة النقلية على توحيد الربوبية ، والثاني : الأدلة العقلية على توحيد الربوبية ، والمبحث الثالث : تضمن مطلبين : الأول : إقرار المشركين
بالربوبية ، والثاني : الشرك وأنواعه ، أما المبحث الرابع : فتضمن مطلبين أيضاً : الأول : جحود الربوبية ، والثاني : الميثاق الأول .
أما الفصل الثالث فكان في توحيد الإلوهية ، وتضمن أربعة مباحث : الأول : في مطلبين : الأول : توحيد الالوهيه في اللغة ، والثاني : توحيد الالوهية في الاصطلاح ، أما المبحث الثاني : فتضمن مطلبين : الأول : الأدلة النقلية على توحيد الإلوهية ، والثاني : الأدلة العقلية على توحيد الإلوهية ، والمبحث الثالث : تضمن ثلاثة مطالب : الأول : دعوة الرسل إلى توحيد الإلوهية ، والثاني : بعض أنواع العبادات المستحقة لله وأدلته ، والثالث : أداء العبادات هو من توحيد الإلوهية ، أما المبحث الرابع : فكان متضمنا مطلبين : الأول : العلاقة بين توحيد الإلوهية والربوبية ، والثاني : شرك الإلوهية .
 أما الفصل الرابع فكان في الأسماء والصفات ، وتضمن ثلاثة مباحث : الأول : تضمن مطلبين : الأول معنى الأسماء والصفات في اللغة ، والثاني : معناها في الاصطلاح ، أما المبحث الثاني فتضمن خمسة مطالب : الأول : في الأدلة النقلية على توحيد الأسماء والصفات ، والثاني : تقسيم أسماء الله الحسنى وإحصاؤها ، والثالث : تقسيم صفات الله العلى عند ابن تيمية والاشاعرة ، والرابع : الخلاف بين ابن تيمية والاشاعرة والصفات الخبرية ، والخامس : الإلحاد في الأسماء والصفات ( شرك الأسماء والصفات ) ، أما المبحث الثالث : فقد تضمن مطلباً واحداً في القواعد التي اتبعها ابن تيمية في تناوله لمفهو م الأسماء
والصفات ، وكان على أربع قواعد أساسية : الأولى : ليس كمثله شيء ، والثانية : لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه ( صفاته توقيفية ) ، الثالثة : صفات الله كلها صفات كمال ، والرابعة : صفاته تعالى في القران الكريم تحمل على الحقيقة وليس على المجاز ، ثم ختمنا بحثنا بأهم النتائج التي توصلنا إليها من خلال مسيرتنا بكتابة البحث في الخاتمة ، ومن ثم فهرس لأهم الأعلام التي وردت في رسالتنا .
 وعدنا إلى كتبه رحمه الله تعالى لمعرفة تقسيماته تلك وتعريفاته . ولقد واجهتنا مصاعب جمة في طريق بحثنا هذا ، فمن انقطاع الطريق المؤدي إلى الجامعة ، إلى انقطاع الطرق إلى محافظة صلاح الدين ، وخطورة الطريق ، وصعوبات السفر . ومشاقه والبعد عن البيت والأطفال نسأل الله تعالى أن يجعله لنا في ميزان حسناتنا ، وان يكفر به عنا خطايانا ، وهو جهد بذلناه ممتنين ، نبغي به الأجر من الله تعالى ، ولا ندعي أننا أحسنا أوأجدنا ، بل هي محاولة نبتغي بها رضى الله وعفوه عنا يوم القيامة ، فأن أحسنا فمن الله وتوفيقه ، وان كان غيرذلك فمن أنفسنا وتقصيرنا ، وهي سمات البشر ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه الكرام أجمعين .


 ( [1] ) الأنبياء /25
 ( [2] ) صحيح ابن خزيمة ، ج4 ، ص : 125 ، رقم الحديث ( 2503 )
 ( [3] ) موطأ مالك ، ج1 ، ص : 214 ، رقم الحديث ( 500 ) ، وينظر سنن البيهقي الكبرى ، ج4 ، ص : 284 ، رقم الحديث ( 8174 )
 ( [4] ) أل عمران/18

No comments:

Post a Comment